للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاءت آيات عديدة في القرآن الكريم تدعو إلى السير في الأرض، والاعتبار بأحوال الأمم الماضية، قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (١) وقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} (٢) وقال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} (٣).

فالأمر بالسير في الأرض ينقسم إلى قسمين: سير بالأقدام، وسير بالقلب. قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: (أما السير بالقدم فأن يسير الإنسان في الأرض على أقدامه أو على راحلة من بعير أو سيارة أو طيارة أو غيرها حتى ينظر ماذا حصل للكافرين، وماذا كانت حال الكافرين، وأما السير بالقلب فهذا يكون بالتأمل وبالتفكر فيما نقل من أخبارهم) (٤).

ومن هنا تبين نوعان من أنواع التفكر:

الأول: التفكر مع النظر وهو لا ينفع إلا أهل الإيمان والقلوب السليمة الذين يعلمون الغاية من الخلق، وهو عبادة الله تعالى كما في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٥).


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٧
(٢) سورة النمل الآية ٦٩
(٣) سورة العنكبوت الآية ٢٠
(٤) ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، ج١، ص ٨٤٥
(٥) سورة الذاريات الآية ٥٦