للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، ثم صرفهم أحوالا وتارات، حتى صاروا رجالا، فليعلموا أن الذي فعل ذلك قادر على أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديدا، ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه والمسيء بإساءته (١).

ومما يتعلق بالموت: زيارة المقابر، وقد جاءت السنة بالحث عليها، قال - صلى الله عليه وسلم -: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (٢)»، وزيارة القبور تبعث على التفكر في الحياة وفي مصير الإنسان ومآله.

وزيارة القبور - خصوصا - تتطلب أن يكون المرء خاليا من كل ما يشغله عن الاعتبار والاتعاظ؛ ولذلك قال بعض السلف: (زوروا القبور بفكركم) (٣) لأن المرء لا ينتفع بالزيارة إذا كان يزور المقبرة بجسده دون فكر، أو يكتفي من الزيارة بحضور جنازة قريب أو صديق.

وكذلك الأمر عند اتباع الجنازة، ينبغي أن يكون المرء متفكرا ومعتبرا هذه النهاية التي كتبها الله تعالى على كل حي، قال في المغني:


(١) انظر: ابن جرير، جامع البيان ج٢١، ص ٢٤
(٢) رواه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، رقم الحديث ١٥٥٨، وهو صحيح مسلم بلفظ (فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) كتاب الجنائز رقم الحديث ١٦٢٣
(٣) انظر: أبا نعيم، الحلية، ج١٠، ص ١٤٣