للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد وصل إلى أسرار كثيرة من خلق الإنسان، فإن المتأمل لخلقه ابتداء وانتهاء، والناظر فيما اختصه الله به من عقل وإرادة، يدرك أنه إنما خلق لأمر عظيم، قال تبارك وتعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (١) قال قتادة - رحمه الله -: ((من تفكر في نفسه عرف أنما لينت مفاصله للعبادة) (٢).

وإن أعظم ما يدعو المرء إلى التفكر في خلق الإنسان ما جاء في القرآن الكريم عن مراحل خلقه وتصويره، لا سيما وقد شهد العصر الحديث من الاكتشافات والأسرار في خلق الإنسان ما يدعو إلى زيادة الإيمان بعظيم قدرة الله تعالى وبديع صنعه.


(١) سورة الذاريات الآية ٢١
(٢) الأصبهاني، كتاب العظمة، ج١، ص ٢٣٤. والآية في سورة الذاريات، الآية ٢١.