للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن المراد بالآية تشبيه حال أكلة الربا في حرصهم وجشعهم في الحياة الدنيا، بحال المصروعين المجانين، الذين يخبطون على غير هدى.

والخبط: الضرب بغير استواء، خبط العشواء (١).

ومنه قيل: خبط عشواء، وهي الناقة التي في بصرها ضعف، تحبط إذا مشت، لا تتوقى شيئا، وتخبطه الشيطان، أي أفسده (٢).

والمس: الجنون (٣)، وأصله من المس باليد، فكأن الشيطان يمس الإنسان فيجنه.

قال الراغب: وكنى بالمس عن الجنون، والمس، يقال في كل ما ينال الإنسان من أذى (٤).

٣ - {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (٥) أي حل بهم ذلك العقاب؛ لأنهم جعلوا البيع كالربا. وكان الأصل أن يقولوا إن الربا مثل البيع، ولكن لشدة تمسكهم بالربا جعلوا الربا أصلا في


(١) مختار الصحاح مادة (خبط) تفسير أبي السعود ١/ ٢٦٦.
(٢) مختار الصحاح مادة (خبط) تفسير أبي السعود ١/ ٢٦٦.
(٣) القاموس المحيط مادة (مس)، الكشاف ١/ ٣٩٩، والمفردات ص ٤٦٧، البحر المحيط ١/ ٧٠٦
(٤) المفردات ص ٤٦٧.
(٥) سورة البقرة الآية ٢٧٥