للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (١) والمنسأ عصا ينسأ بها الشيء أي يؤخر (٢).

ومن ذلك قوله تعالى: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} (٣) أما ربا الفضل في اصطلاح العلماء، فقد اختلفت فيه عبارات الفقهاء، تبعا لاختلافهم في علة ربا الفضل ويمكن القول أن ربا النسيئة كان معلوما معروفا في الجاهلية، قبل نزول الآيات القرآنية بتحريمه، ولذلك قال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} (٤) فهو ربا معروف معلوم، وهو الزيادة في الأجل مقابل الزيادة في البدل، وهو المال.

وهذا هو الربا الذي أجمع المسلمون على منعه، ولم يخالف فيه أحد، فكانوا في الجاهلية يعطي الرجل رأس ماله لرجل آخر، على أن يرده إليه بعد مدة معينة، بزيادة معينة. فتكون الزيادة نظير التأجيل، وهذا هو ربا النسيئة.

فقد جاء في تفسير الرازي: ((إن ربا النسيئة هو الذي كان


(١) سورة التوبة الآية ٣٧
(٢) المفردات ص ٤٩٢.
(٣) سورة سبأ الآية ١٤
(٤) سورة البقرة الآية ٢٧٥