للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهب بعض المتأخرين إلى أن الربا يكون حراما إذا كان أضعافا مضاعفة، أما إذا كان بنسبة معقولة، فإن هذا ليس ربا، ولا يكون حراما، وجعلوا قوله تعالى: {أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} (١) قيدا وعلة في التحريم (٢) وهذا فهم يدل على انحراف في التفكير وسوء قصد. فقوله تعالى: {أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} (٣) إنما هو وصف لواقع جاهلي، ينفر السامع من التعامل به، فقد كانوا في الجاهلية يقولون إذا حل الدين: إما أن تقضي وإما أن تربي، فإن قضاه وإلا زاده الآخر في المال، وهكذا كل عام، حتى يصبح أصل المال مضاعفا. فأمرهم الله بالتقوى، وبين لهم أن ترك التعامل بالربا من أسباب الفلاح، وحذرهم من نار جهنم التي أعدت للكافرين، ومن هم على شاكلتهم.

وقد جاء تحريم الربا على إطلاقه في سورة البقرة، وبينت ذلك السنة الصحيحة.


(١) سورة آل عمران الآية ١٣٠
(٢) في ظلال القرآن ٤/ ٤٧٣.
(٣) سورة آل عمران الآية ١٣٠