للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لم يكن الصحابة ينقطون المصاحف ويشكلونها حيث كانوا عربا لا يلحنون فلم يحتاجوا إلى تقييدها بالنقط وكان في اللفظ الواحد قراءتان يقرأ بالياء والتاء مثل يعملون وتعملون فلم يقيدوه بأحدهما ليمنعوه من الأخرى.

ثم إنه في زمن التابعين لما حدث اللحن صار بعض التابعين يشكل المصاحف وينقطها وكانوا يعملون ذلك بالحمرة ويعملون الفتح بنقطة حمراء فوق الحرف والكسرة بنقطة حمراء تحته والضمة بنقطة حمراء أمامه ثم مدوا النقطة الحمراء وصاروا يعملون الشدة بقولك " شد " ويعملون المدة بقولك " مد " وجعلوا علامة الهمزة تشبه العين؛ لأن الهمزة أخت العين ثم خففوا ذلك وصارت علامة الشدة مثل رأس السين وعلامة المدة مختصرة كما يختصر أهل الديوان ألفاظ العدد وغير ذلك كما يختصر المحدثون أخبرنا وحدثنا فيكتبون أول اللفظ وآخره على شكل أنا وعلى شكل ثنا وتنازع العلماء هل يكره تشكيل المصاحف وتنقيطها على قولين معروفين وهما روايتان عن أحمد لكن لا نزاع بينهم أن المصحف إذا شكل ونقط وجب احترام الشكل والنقط كما يجب احترام الحرف) (١) اهـ

وإن المتأمل في خط المصحف العثماني المجرد من الشكل


(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٢/ ١٠١، ١٠٢.