للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهجاء الذي كتبوا به هذه المصاحف، ولا يخالفهم فيه، ولا يغير مما كتبوه شيئا، فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا، وأعظم أمانة منا، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم ولا سقطا لهم.

- وروى بإسناده - عن زيد بن ثابت قال: القراءة سنة.

قال سليمان: يعني ألا تخالف الناس برأيك في الاتباع، وبمعناه بلغني عن أبي عبيد في تفسير ذلك، قال: ونرى القراء لم يلتفتوا إلى مذاهب العربية في القراءة إذا خالف ذلك خط المصحف، ورأوا تتبع حروف المصاحف عندهم كالسنن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها) (١).

وحكى القرطبي عن ابن بطال أنه قال: (. . . إنما يجب تأليف سورة في الرسم والخط خاصة. . .) (٢).

وقال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} (٣):

(وأما من قرأها: (لأقسم) فاختلفوا: فمنهم من حذفها في الخط كما حذفها في اللفظ وهذا لا يجوز، فإن خط المصحف أصل ثابت بإجماع الصحابة) (٤).


(١) شعب الإيمان ٢/ ٥٤٨، حديث رقم ٢٦٧٩، فصل في تفخيم قدر المصحف وتفريج خطه.
(٢) تفسير القرطبي ١/ ٦١.
(٣) سورة البلد الآية ١
(٤) تفسير أحكام القرآن ٤/ ١٩٣٤.