كتاب مجلة البحوث الإسلامية

العدد السابع والستون - الافتتاحية تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها - ج: 67 - ص: 15

للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول (١)» متفق عليه وفي رواية لمسلم: «واجعلهن من آخر كلامك (٢)». فهذه الأوراد والأذكار ينبغي لكل مسلم الحرص عليها والمداومة على الإتيان بها في محالها؛ اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وطردا للشيطان عنه وكذلك كل ذي شر، فإن الله يعصمه منه بحوله وقوته.

ثم إن المسلم إذا رأى في منامه رؤيا فليتبع الأدب النبوي في ذلك، فإن كانت رؤيا تسره ويحبها فليحمد الله ولا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ويتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا، ويتحول عن شقه الذي كان عليه ولا تضره الرؤيا.

وقد جاء في بيان ذلك أحاديث صحيحة، منها حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى

---

(١) صحيح البخاري الدعوات (٦٣١١)، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧١٠)، سنن الترمذي الدعوات (٣٣٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٥٠٤٦)، سنن ابن ماجه الدعاء (٣٨٧٦)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٩٦)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٨٣).
(٢) صحيح البخاري الوضوء (٢٤٧)، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٧١٠)، سنن الترمذي الدعوات (٣٣٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٥٠٤٦)، سنن ابن ماجه الدعاء (٣٨٧٦)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٩٦)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٨٣).