يتركنا سدى وأنه عز وجل إنما خلقنا لعبادته وسيحاسبنا على ذلك يوم لقائه، وأن الموت والحياة إنما خلقهما الله ابتلاء لعباده لينظر أيهم أحسن عملا، ولم يقل سبحانه (أكثر عملا) فالعبرة ليست بالكثرة والقلة وإنما العبرة بإحسان العمل، وإحسانه بأن يكون خالصا لله موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول أبو الدرداء رضي الله عنه:(يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصيامهم، ومثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال عبادة من المغترين).
ثم نقول ثانيا لمن رأى الاحتفال بالمولد النبوي: لماذا تحتفل بالمولد؟، فنعرف أن المؤمن الصالح منهم سيقول بداهة: أحتفل به لإظهار محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وإجلاله وتقديره وأن له عندنا مكانة عظمى نعبر عنها بفرحتنا بيوم مولده واحتفالنا بهذا اليوم العظيم الذي ولد فيه سيد البشر. فنقول له: هذه الغاية التي تذكرها من إظهار محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتقديره، غاية عظيمة بل هي واجب من الواجبات يجب على كل مسلم يخاف الله ويرجوه أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق محبة كل أحد من البشر حتى من نفسه التي بين جنبيه هذا مما لا يختلف فيه المسلمون أبدا ودلائل الكتاب والسنة متظاهرة عليه بل هو من العقائد الثابتة عند المسلمين، لكن بأي طريق يكون إظهار