للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمسلم أن يراعي الأحوال فإن كان عند الحجر الأسود زحام ولا يستطيع التقبيل إلا بالمزاحمة والمدافعة فإنه يترك التقبيل ويمسح عليه بيده أو بشيء معه ويقبل ما مسح به الحجر، فإن لم يقدر على هذا فليشر إلى الحجر إشارة، هذه هي السنة وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم كلا من هذه الأمور، وهذا تخفيف ورحمة بهذه الأمة.

فإن اجتمع مع التزاحم وجود النساء فإن الأمر يعظم فيتأكد عليه اجتناب مزاحمتهن حتى لو كان يريد تقبيل الحجر، والذي ينبغي توجيه النساء بعدم مزاحمة الرجال والتدافع معهم فإن هذا سبب للفتنة وهن في أشرف البقاع على وجه الأرض وأطهرها، فالواجب الحرص الشديد على التستر والبعد عن الرجال وعن مزاحمتهم وإن تهيأ مكان للنساء لا يزاحمن فيه أو وقت لهن فلا بأس، والحمد لله فإن السنة جاءت بالتيسير في هذا كما قدمنا فإما التقبيل أو الاستلام باليد أو بشيء معه وتقبيل ما استلم به الحجر أو بالإشارة ولو من بعد إذا حاذى الحجر. والله أعلم.