هؤلاء وغيرهم في مجال الدراسات القرآنية، فقد خيل إليهم أنهم أصبحوا مؤهلين ليس للكتابة في اتجاهات التفسير ومناهجه فحسب، بل أيضا في إمكانهم التصدي لتفسير القرآن نفسه.
ولإضفاء شكل من الموضوعية العلمية الكاذبة على مشروعهم للتفسير، وحتى لا يتهموا بالخوض بآرائهم الكليلة وتصوراتهم المدخولة في القرآن، وهم دعاة " البحث العلمي المنهجي "، فقد تضافرت جهودهم من أجل اقتراح منهج استشراقي للتفسير، وحررت أصول هذا المنهج من قبل المستشرق كلود كايو الذي نشرها في الطبعة الإنجليزية للموسوعة الكونية، ويقوم هذا المنهج على ثلاث خطوات: الأولى: إعادة البحث في تاريخ المصحف الشريف. والثانية: إعادة تفسيره اعتمادا على ما يصطلح عليه بالعلوم الإنسانية المعاصرة كما هي بالغرب. الخطوة الثالثة: القيام بدراسة نقدية لأمهات التفاسير التي يعتمدها المسلمون.
وللحقيقة لا يدري القارئ المسلم الذي له دراية بعلم التفسير وتاريخه كيف سينجز المستشرقون هذا المشروع؟ ومتى؟ ومن سيقوم بإنجازه والإشراف عليه؟ هذا دون أن نتساءل اليوم عن أسباب ذلك والغاية المقصودة منه؟!