للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ لا مستند لبدعتهم. فإن تشبيهك القوم بالقوم كمن شبه الملائكة بالحدادين، فما لحماقتك دواء ولا يرجى لعلتك شفاء، بل بينهم مسافة تزيد على مسيرة مائة ألف مضروبة في مائة ألف ألف للطير السريع (١)، والعجب العجب ممن يشبه الخوارج اللعنة بأهل التصفية المرضية الذين قلوبهم كقلوب الأنبياء.

والله ما يظن مثل هذا ولا يتوهمه إلا جاهل أحمق بين الحماقة.

ولا أظن يتوهم هذا من خلق الله إلا أن يكون غبيا منهم، ومن طائفتهم وجليسهم، يا عجبا كيف افترقوا على طوائف كل طائفة تنسب (٢) إلى شيخ وطريقته، فمن أين لهم اختصاص بطريق غير طريق " أهل السنة وما أكثر طرقهم، أقل الله مثلهم في الوجود، فإن طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة، وهي طريقة جميع الأنبياء، فمن أين تكلف (٣) أن يخص نفسه بطريق غير طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو الافتراء على الله ورسوله.

فإن قيل: فما تقول في الصباح والمساء بين الناس (٤)؟


(١) وفي الأصل (بياض) وفي (ب) (لنظر المصرع) وفي (ج) (لنظر المسوع) وما هو مثبت أظهر كما في (د).
(٢) وفي (ج) (تنهب) وهو خطأ، وفي (د) (تنتسب إلى شيخ وطريقه) وهو أظهر.
(٣) كذا في الأصل- ب- وفي (ج) (لكلب) وفي (د) لكلب من الكلاب.
(٤) (بين الناس) زيادة من (د).