للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحكام هم القدوة الصالحة في العمل الصالح، والبحث عن مسببات غضب الله ونقمته وعلاجها بالتوبة والاستغفار، وإصلاح الأوضاع، والأمة تبع لهم؛ لأن هداية العالم وحكمة الوالي ذات أثر في الرعية، «فكلكم راع وكل مسئول عن رعيته (١)»، وإذا استمرأ المسلمون المعاصي ولم ينكرها من بيده الأمر والحل والعقد يوشك أن يعم الله الأمة بغضب منه، وإذا وقع غضب الله وحلت نقمته فإن ذلك يشمل المحسن والمسيء عياذا بالله من ذلك، قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (٢) الآية.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه (٣)»، وقال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (٤).

وعلى العلماء بالذات مسئولية كبيرة أمام الله في تبصير الناس وإرشادهم وبيان الصواب من الخطأ والنافع من الضار.

نسأل الله أن يعيد المسلمين إلى طاعة ربهم والتمسك بهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يوفق قادتهم ويبصر علماءهم بطريق الرشاد حتى يسلكوه، ويوجهوا الأمة إليه، وأن يهدي ضال المسلمين ويصلح أحوالهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

* * *


(١) صحيح البخاري في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس (٢٤٠٩)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩)، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).
(٢) سورة الأنفال الآية ٢٥
(٣) سنن الترمذي الفتن (٢١٦٨)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٠٥).
(٤) سورة الرعد الآية ١١