للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ازدادت أهميته في هذا العصر؛ لتطور وسائل الاتصال والإعلام وتقدمها، والإسلام قد اهتم بالإعلام منذ بزوغ هذا الدين العظيم، فالله سبحانه وتعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ، فيقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (١) فامتثل أمر ربه وبلغ ما أرسل به، عن عائشة رضي الله عنها قالت «من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب (٢)» الحديث أخرجه البخاري. ويقول سبحانه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (٣)

فأمره الله سبحانه بإبلاغ الرسالة وأمره بإعلانها والصدع بها، والنبي صلى الله عليه وسلم امتثل الأمر واستخدم كل وسيلة إعلامية متاحة في وقتها لإبلاغ رسالة ربه عز وجل فجمع عشيرته الأقربين وناداهم وقررهم على تصديقهم له ثم بلغهم رسالة ربه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أنزل الله عز وجل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (٤) «أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليها ثم نادى: "يا صباحاه" فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه


(١) سورة المائدة الآية ٦٧
(٢) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٦١٢)، صحيح مسلم الإيمان (١٧٧)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٦٨).
(٣) سورة الحجر الآية ٩٤
(٤) سورة الشعراء الآية ٢١٤