للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحق في هذه الخلافات خشية تفاقمها وعواقبها الوخيمة على المسلمين هناك؟

* * *

ج٦: إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بين لنا دربا واحدا يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم، يقول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١)، كما ينهى رب العزة والجلال أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن التفرق واختلاف الكلمة، فيكون ذلك سببا من أسباب الفشل وتسلط العدو، وفي قوله جل وعلا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (٢)، وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} (٣).

فهذه دعوة إلهية باتحاد الكلمة وتآلف القلوب، والجمعيات إذا كثرت في أي بلد إسلامي من أجل الخير والمساعدات والتعاون بين المسلمين دون أن تختلف أهواء أصحابها فهي خير وبركة، أما إذا كانت كما جاء في السؤال كل واحدة تضلل الأخرى وتنقد أعمالها فإن الضرر بها حينئذ عظيم، والعواقب وخيمة، فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله فإن الواجب التشهير به، والتحذير منه ممن عرف الحقيقة؛ حتى يتجنب الناس


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٣) سورة الشورى الآية ١٣