الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل (١)».
وقد كتبنا لكم هذا لتقوموا باللازم على جماعتكم، فيتعين تلاوة هذا في مسجدكم. وأن يجتمع إمام المسجد ومؤذنه وأربعة أو ثلاثة من أعيان جماعته يكونون نظراء في مسجدهم. فإن رأوا محسنا أعانوه ونشطوه، أو مسيئا نصحوه وأرشدوه. ويكون ذلك بلين ورفق وتحبب إلى الناس وتعطف عليهم وإظهار للشفقة والرحمة؛ لأنهم إخواننا وإن غلب الكسل عليهم والتهاون في بعض الأشياء، والقصد نفعهم وتقويمهم ومعاونتهم على أداء هذه العبادة العظيمة إلا من ظهرت منه المكابرة والعناد ولم ينته فيبلغون به الجهات المختصة للقيام حوله بما يلزم.
وعلى كل فرد أن يهتم بأمر التفقد، فإن كان حاضرا فليجب وليتكلم باسمه، وإن تخلف لعذر فليعمد من يتكلم عنه بعذره، فرحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه.
والقيام بهذا الشأن متعين على الجميع كل أحد بحسب حالته، فعلى من أعطاهم الله ميزة على غيرهم مثل طلبة العلم وذوي الوظائف الدينية وكبراء الناس والمطاعين فيهم ورؤساء الأسر على كل منهم من الواجب في هذا ما ليس على من دونهم. وكذلك الجيران فقد ورد «أن العبد يتعلق يوم القيامة بجاره، ويقول:
(١) سنن النسائي الإمامة (٨٤٣)، سنن أبو داود الصلاة (٥٥٤)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٤٠)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٦٩).