للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا فإنهم يبذلون كل ما يستطيعون للنفوذ في ديار الإسلام، ولهم طرقهم المختلفة في هذا، منها: التشكيك وزعزعة الأفكار، وهم دائبون على ذلك بدون كلل أو، ملل تحركهم الكنيسة والحقد والبغضاء بالتوجيه والدفع والبذل.

والجهود التي يجب أن تبذل هي التوعية والتوجيه لأبناء المسلمين من القادة والعلماء، ومقابلة جهود أعداء الإسلام بجهود معاكسة، فأمة الإسلام أمة قد حملت أمانة هذا الدين وتبليغه، فإذا حرصنا في المجتمعات الإسلامية على تسليح أبناء وبنات المسلمين بالعلم والمعرفة والتفقه في، الدين والتعويد على تطبيق ذلك من الصغر فإننا لن نخشى بإذن الله عليهم شيئا ما داموا متمسكين بدين الله معظمين له متبعين شرائعه محاربين لما يخالفه، بل العكس سيخافهم الأعداء؛ لأن الله سبحانه وبحمده يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١)، ويقول عز وجل: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (٢)، والآيات في هذا المعنى كثيرة، فأهم عامل للوقوف أمام هذا التيار هو تهيئة جيل عارف بحقيقة الإسلام، ويتم هذا بالتوجيه والرعاية في البيت والأسرة والمناهج التعليمية ووسائل الإعلام وتنمية المجتمع.

يضاف إلى هذا دور الرعاية والتوجيه من القيادات الإسلامية، والدأب على العمل النافع وتذكير الناس دائما بما ينفعهم وينمي العقيدة في نفوسهم {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (٣)، ولا ريب أن الغفلة من أسباب نفاذ أعداء الإسلام إلى ديار المسلمين بالثقافة والعلوم التي تباعد المسلمين عن دينهم شيئا فشيئا، وبذا يدخل النفوذ عليهم فيتأثرون بأفكار أعدائهم، والله سبحانه وتعالى


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة آل عمران الآية ١٢٠
(٣) سورة الرعد الآية ٢٨