وينقل في هذا الموضوع عن أبي بكر الطرطوشي في كتابه البدع والحوادث قوله: يكره صوم رجب على ثلاثة أوجه:
* أحدها: أنه إذا خصه المسلمون بالصوم في كل عام حسب العوام إما أنه فرض كشهر رمضان، وإما سنة ثابتة كالسنن الثابتة، وإما أن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب صيام باقي الشهور، ولو كان من هذا شيء لبينه صلى الله عليه وسلم.
* * *
قيمته العلمية:
ومن خلال ما عرضناه من مباحث يتبين لنا أن هذا الكتاب الصغير في حجمه، القليل في مادته الكلامية كبير في معناه، غني في مباحثه، ومن هنا كانت له القيمة الكبيرة في ميدان البحوث العلمية.
ويمكن إبراز هذه القيمة من النواحي الآتية:
* الأولى:
أن الذي قام بتأليفه هو من هو جلالة وعلما، وبصرا ونقدا، وحيادا ونزاهة، وتدينا وورعا، وكفيل بمن كانت هذه أوصاف صاحبه أن يكون له القيمة العلمية الكبرى، وأن يتلقفه الناس في شغف، ليطلعوا عليه، ويعملوا بما فيه.
* الثانية:
المنهج العلمي الذي اتبع في تأليفه، فمؤلفه- رحمه الله- قد أفرغ فيه أحسن مزايا البحث العلمي الرصين، حيث جمع كل ما وصل إلى علمه من أحاديث هذا الموضوع، ثم أوردها بكل أمانة ودقة، متتبعا جميع طرقها التي وصلت معها، وهذه مزية تعطي الكتاب قيمة كبرى عند الباحثين، حيث تطمئن باستيعاب البحث وصحة مادته العلمية.