للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، لقد فطر الله الناس على توحيده وطاعته، وأودع في النفس البشرية استعداها للخير واستعدادها للشر، ومنح الإنسان القوى المدركة المميزة، وما كان لهذه القوى أن تدرك الصواب والحق دائما فضلا عن عالم الغيب، فامتن الله على عباده ببعثة رسله، بيانا للحق وموازينه وإعذارا لهم وإسقاطا لحجتهم.

١ - فطر الله الناس على توحيده وطاعته، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (١) {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٢) {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (٣).

وأصل الفطر: الشق، ومنه قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (٤)، وتفطرت الأرض بالنبات: إذا تصدعت، وفطر الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم، والفطرة: الابتداء والاختراع، وفي التنزيل العزيز: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ} (٥)، قال ابن عباس - رضي الله عنهما-: ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي أنا ابتدأت حفرها.


(١) سورة الروم الآية ٣٠
(٢) سورة الروم الآية ٣١
(٣) سورة الروم الآية ٣٢
(٤) سورة الانفطار الآية ١
(٥) سورة فاطر الآية ١