ج: لا أعلم لهذا أصلا، لكن الحقيقة المجيء إلى الحرم والصلاة فيه والجلوس فيه يجد الإنسان في نفسه انشراح الصدر وطيب النفس وقرة عين، يقول الله جل وعلا:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ}(١) قال بعض السلف: ما يقضون منه وطرا كلما أتوا ازدادوا له حبا وشوقا، فبيت الله شرفه الله وزاده شرفا وفضلا وأدام عليه هذه النعمة العظيمة والأمن العظيم وفق الله رعاته ومن شرفوا بخدمته لما فيه الخير والصلاح، وإذا دخله المسلم يجد من نفسه الطمأنينة وانشراح الصدر وقرة العين، والوقت ينقضي فيه كأن الساعة دقائق يسيرة، وذلك لما أودع الله فيه من الخير العظيم، فصلاة فيه بمائة ألف صلاة، ودعاء يرجى إجابته. ذكر بعض السلف سلسلة عظيمة لعلماء من السلف توارثوها خلفا عن سلف كل منهم يقول أتيت الملتزم ودعوت بدعوة فأجبت، كلهم شهدوا بأنهم حصلت لهم إجابة دعوة عند بيت الله الحرام فبيت الله لمن عمره بالطاعة، بالصلاة والطواف وتلاوة القرآن والتضرع بين يدي الله يرجى له أن يحقق الله له الخير، ولهذا إذا اعتمر المسلم وأدى نسك العمرة يجد في نفسه الراحة والطمأنينة؛ لأنه طاف بهذا البيت العتيق وسعى بين الصفا والمروة وصلى في ذلك المكان فنسأل الله أن يجعلنا من عماره وأن يجعلنا من المجيبين له الراغبين، فإنه على كل شيء قدير.