تصل إليها حضارة الإنسان ومداركه ومتطلباته في كل زمان ومكان، فلا تجد مدخلا من مداخل العلوم والطب والفلك والاقتصاد والتربية وعلم النفس والاجتماع وغير ذلك إلا والإسلام سابق إليها، بعكس ما حصل لأوروبا في عصر النهضة عندما وقفت الكنيسة ضد المسائل العلمية الحديثة، فاستعانوا بالقاعدة العلمية الحضارية الإسلامية، وأسسوا علومهم على ما وجدوه عن العرب المسلمين في الأندلس في مرافق شتى، كما أوضحت ذلك الدراسات العلمية في بلادهم من باب الاعتراف بالفضل لأهله.
د - أن ما يراه مفكروهم من الأمور الجامدة في مفهوم التوراة والإنجيل، كانت معالجة الإسلام لها أكثر وضوحا، وأدق في الدلائل بحيث اقتنعت العقول بوجهة نظر الإسلام، وخاصة في النواحي العقلانية التي جذبت كثيرا من أرباب القلم والفكر في بلاد الغرب، فكتب المصنفون منهم عن الإسلام بتجرد - وهم بحمد الله كثير - وخاصة في هذه الأيام التي كثر فيها الهجوم على الإسلام واتهام تعاليمه بالإرهاب، ورغبة بعضهم بتعديل بعض النصوص مما يرفضه كل مسلم.
وإن من يتمعن في كتاب الله الكريم ليجد عددا كبيرا من الآيات تخاطب العقول والقلوب؛ لأنها موطن الفهم والإدراك " أولي