الذي وصفه لهم أهل الكتاب - اليهود - فوفقهم الله إلى الالتقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، وبعد ما عرفوا ما يدعوهم إليه، سارعوا في الاستجابة والإيمان به، وبما جاء به، وعاهدوه على نصرته إذا هو هاجر إليهم. . بعد أن خذله قومه. فسموا من ذلك الوقت بالأنصار. كما عاهدوه على ترك وثنية الجاهلية، وعبادة الأصنام، فأرسل إليهم أصحابه نجاة بدينهم وليعلموا هؤلاء المسلمين الجدد دينهم. . وبعد أن أذن الله بالهجرة إليهم، شد الرحال مما أغاظ يهود المدينة، فزاد حقدهم، وتكاثرت دسائسهم، وما تخفي صدورهم أكبر.
وهو عليه الصلاة والسلام لا يعمل شيئا تجاه هذا الدين الذي دعا إليه من تلقاء نفسه، بل هو مبلغ وأمين على التبليغ. . فإنسان عرف عند قومه منذ حداثة سنه بأمانته وصدقه، ووفائه وجميع مكارم الأخلاق، ولم يعرف في حياته أنه خان أحدا من البشر، فكيف يخون الله سبحانه في الرسالة، وكيف يكذب عليه جل وعلا؟؟!.