للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها الرجل، ويسخرها لمآربه، حيث أعطاها مكانة تتوق إليها المرأة الغربية.

ولقد شهدت امرأة ألمانية تزوجها أحد الأردنيين، الذين يعملون أطباء في ألمانيا، منذ فترة، حيث حرصت هذه الزوجة أن تذهب مع زوجها إلى بلاده لزيارة والدته التي جاءه خبر مرضها، وبعد أن عاينت اهتمام الأبناء والبنات والأحفاد والأقارب بالأم، سألت زوجها: هل أمك ملكة؟ أو من أسرة ذات زعامة؟ فقال: أبدا إنها امرأة عادية كسائر النساء في المجتمع. . قالت: ولماذا هذه الحفاوة؟ قال: لأن ديننا يأمرنا ببر الأمهات، ويؤكد عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «الجنة تحت أقدام الأمهات»، والقرآن الكريم يأمرنا بذلك، حيث قرن طاعة الوالدين بطاعته فقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (١) {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (٢)

فقالت: هنيئا لكم هذا الدين، فلو كانت عندنا، لكانت في بيت العجزة، ولتخلف عنها أولادها حتى عن الزيارة، ولشعرت بالضجر النفسي أكثر، لأنها تشعر بالحرمان وخاصة في مثل هذا


(١) سورة الإسراء الآية ٢٣
(٢) سورة الإسراء الآية ٢٤