وكان أعظم ما آتاه في الدنيا أن كان الأنبياء من ذريته، ذكر منهم في هذه السورة: خمسة عشر نبيا من ذريته إضافة لذكر نوح ولوط عليهما السلام، وهؤلاء الأنبياء - المذكورين - قيل فيهم إنهم أولو العزم من الرسل، إلا أن القول المشهور أن أولي العزم هم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وأما عدد الأنبياء فلم يثبت في حديث صحيح، لذا كان من الأسلم التوقف في ذلك والإيمان إجمالا أن الله قد بعث في كل أمة رسولا، يراد بالمسلك النوعي: إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق إثبات نبوة الأنبياء قبله ثم يكون إثبات نبوته صلى الله عليه وسلم ظاهرا؛ لأن ما جاء به أكمل، وجاءت الإشارة إلى عموم دعوته صلى الله عليه وسلم في الآيات، وكان هذا مما اختص به صلى الله عليه وسلم وخالف في هذا أهل الكتاب من اليهود والنصارى.