للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به وهم الذين صحبوه في السفينة جعل الله ذريته هم الباقين، فالناس كلهم من ذريته، وأما الخليل إبراهيم - عليه السلام - فلم يبعث الله عز وجل بعده نبيا إلا من ذريته كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} (١).

ونوح اسم أعجمي، وقيل إنه مشتق من النوح وسمي به لطول ما ناح على نفسه (٢). وهو ابن لمك بن متوشلح بن خنوح وهو إدريس (٣) على قول بعضهم - وسيأتي تحقيق هذا - وهو أول الرسل كما جاء في الحديث «إن الناس يوم القيامة يأتون نوحا فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا (٤)».

وأورد ابن حجر عند شرحه للحديث أن كونه أول الرسل قد استشكل بأن آدم كان نبيا، وبالضرورة كان على شريعة من


(١) سورة الحديد الآية ٢٦
(٢) تفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٨٧.
(٣) ينظر: أعلام النبوة، الماوردي، ٦٢، فتح الباري، ابن حجر ٦/ ٣٨٢.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب ٣ ح ٣٣٤٠، الفتح ٦/ ٣٧١.