للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن إسحاق: الصحيح أنه كان من بني إسرائيل ولم يصح في نسبه شيء.

وجاء ذكر ابتلائه في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (١) {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (٢) {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٣) {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٤)

وقوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (٥) {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} (٦)

قال علماء التفسير والتاريخ: إن أيوب كان رجلا كثير المال والولد، فسلب منه ذلك جميعه وابتلي في جسده وهو صابر محتسب، وطال مرضه ولم يعد يحنو عليه أحد إلا زوجته وهي صابرة معه، وامتد ذلك به مدة من الزمن اختلف فيها فقيل: ثلاث عشرة سنة وقيل: ثلاث سنين وقيل: سبع سنين، ورجح ابن حجر أنها ثلاث عشرة سنة (٧)، حتى دعا الله ففرج عنه وأبدله الله صحة ظاهرة وباطنة، وأخلف له أهله وآتاه مالا كثيرا حتى صب له من المال صبا مطرا


(١) سورة ص الآية ٤١
(٢) سورة ص الآية ٤٢
(٣) سورة ص الآية ٤٣
(٤) سورة ص الآية ٤٤
(٥) سورة الأنبياء الآية ٨٣
(٦) سورة الأنبياء الآية ٨٤
(٧) فتح الباري، ابن حجر ٦/ ٤٢٢.