للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علوم الشريعة من الفقه والتفسير والأصول، ومنها علم الكلام في نظره وإن قدر عدم وجود الدليل من القرآن والسنة فإنها داخلة في مسمى المصلحة المرسلة، فهي على حد قوله: ليست بمأخوذة من جزء واحد فليست ببدعة البتة (١) ا. هـ كلامه.

قلت: ما قاله رحمه الله فيه نظر، وذلك أن علم الكلام مما حدث بعد العصور المفضلة ولم يعلم دليل خاص ولا عام من الشرع في الدلالة عليه أو الأخذ به ووجود بعض الحق فيه مختلطا بكثير من الباطل لا يدل على صحة الاعتماد عليه في إثبات العقائد لكن يجب التمييز بين ما هو حق وباطل والأخذ بالحق وتجريده عن باطله لأنه من الشرع ودعواه دلالة المصلحة عليه ليس صحيح وذلك لأن المصلحة المرسلة لا بد أن ترجع إلى أصل معتبر شرعا وهو ما لا وجود له ودعوى أنه من العلوم الخادمة للشريعة منقوضة بما تقدم من نقول عن السلف في ذمه وما نقل عن الخلف الذي خبروه في إظهارهم ما أوصلهم إليه من الضلالة والحيرة. وبذا يعلم أن ما قاله الشاطبي - رحمه الله - عار عن الصواب والتحقيق.


(١) الاعتصام للشاطبي (١/ ٢٦).