للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: تأويل صحيح، وهو بمعنى التفسير، ومعناه: الكشف عن مراد المتكلم سواء وافق الظاهر أو خالفه، كتفسير الرحمة في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (١) بالمطر بدلالة السياق، وتفسير قوله تعالى في الحديث القدسي الرحمة بالجنة، وذلك في قوله تعالى للجنة: «أنت رحمتي أرحم بك من أشاء (٢)»، فإن ذلك هو مراده تعالى وإن كان الظاهر الرحمة التي هي الصفة.

ثانيا: تأويل فاسد، ومعناه صرف اللفظ عما يظهر منه إلى معنى لا يدل عليه بظاهره بأنواع المجازات والاستعارات حتى يوافق هوى المتأول، كتأويل الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣) بالاستيلاء.

ثالثا: تأويل لعب، وهو ما لا يساعد عليه شرع ولا لغة ولا عرف تخاطب، كتفسير الرافضة قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (٤) بالحسن والحسين، وتفسير بعض الصوفية قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (٥) بدرجة اليقين لا الموت ويرتبون على ذلك سقوط التكليف عن من بلغها.


(١) سورة الأعراف الآية ٥٧
(٢) البخاري كتاب التوحيد ٢٥/ ٧٤٤٩
(٣) سورة طه الآية ٥
(٤) سورة الرحمن الآية ٢٢
(٥) سورة الحجر الآية ٩٩