رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى، قال: فتبسم النبي (١)».
وفي هذا الحديث إشكال وهو: كيف استجاز صهيب رضي الله عنه أن يعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزح في جوابه؟ وقد أجاب عن هذا الإشكال بدر الدين الغزي بقوله: إنما استجاز صهيب أن يعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزح في جوابه؛ لأن استخباره قد كان يتضمن المزح، فأجابه عنه بما وافقه من المزح مساعدة لغرضه، وتقربا من قلبه، وإلا فليس لأحد أن يجعل جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم مزحا؛ لأن المزح هزل ومن جعل جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم المبين عن الله عز وجل أحكامه المؤدي إلى خلقه أوامره هزلا ومزحا فقد عصى الله تعالى، وصهيب كان أطوع لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم من
(١) رواه أحمد في المسند: ٢٧/ ١٣٦ حديث (١٦٥٩١)، وابن ماجه في سننه: ٥/ ١١٩ حديث (٣٤٤٣)، والطبراني في الكبير: ٨/ ٤١ حديث (٧٣٠٤) كلهم من طريق ابن المبارك ورواه الحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٩٩ من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن ابن المبارك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في سننه الكبرى: ٩/ ٣٤٤ من طريق سهل بن عثمان عن ابن المبارك عن عبد الحميد بن زياد .. والحديث صحح إسناده البوصيري فقال: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. انظر سنن ابن ماجه: ٢/ ١١٣٩ بتحقيق محمد فؤاد، وأورده الشيخ ناصر الدين في صحيح ابن ماجه: ٢/ ٢٥٣، وقال فيه العراقي في المغني عن حمل الأسفار: ٢/ ١٧٩٨ رجاله ثقات