للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الذين فرقوا دينهم، قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (١) وكذلك حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من التفرق والتحزب والتشيع. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة (٢)». وفي بعض الروايات بزيادة «كلها في النار إلا فرقة (٣)».

والمقصود أن التفرق عقوبة من الله عز وجل وهو أيضا محرم على أهل الإسلام فلا يجوز لهم السعي في الافتراق والبعد عن هذا الصراط المستقيم، كما أنه سبب للفرقة والافتراق فهو سبب لحصول الاقتتال والعداوات، كل هذا إنما يحصل بسبب الجهل أو البغي والظلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن كثرة القتل في آخر الزمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج - وهو القتل القتل - حتى يكثر فيكم المال فيفيض (٤)». أخرجه البخاري ومسلم بنحوه.

هذا وإنه لما ظهر في زماننا بعض من حادوا عن الصراط المستقيم وخرجوا على جماعة المسلمين وشذوا عنهم ووقعت بسببهم


(١) سورة الأنعام الآية ١٥٩
(٢) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤٠)، سنن أبو داود السنة (٤٥٩٦)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٩١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٣٢).
(٣) سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٩٣)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ١٢٠).
(٤) صحيح البخاري الجمعة (١٠٣٦)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٤٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٣٠).