للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن زيد: {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} (١) قال: (العلم كتاب الله الذي أنزله وأمره الذي أمرهم به، وهل اختلفوا حتى جاءهم العلم بغيا بينهم، أهل الأهواء هل اقتتلوا إلا على البغي؟ قال: والبغي وجهان: وجه النفاسة في الدنيا ومن اقتتل عليها من أهلها، وبغي في العلم يرى هذا جاهلا مخطئا ويرى نفسه مصيبا عالما فيبغي بإصابته وعلمه على هذا المخطئ) اهـ (٢).

فالبغي في العلم وبالعلم كلاهما من الظلم وهما من أسباب الافتتان والاعتداد بالرأي.

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: (وأخبر أنهم ما تفرقوا إلا بغيا، والبغي مجاوزة الحد، كما قال ابن عمر: الكبر والحسد، وهذا بخلاف التفرق عن اجتهاد ليس فيه علم ولا قصد به البغي كتنازع العلماء السائغ، والبغي إما تضييع للحق وإما تعد للحد، فهو إما ترك واجب وإما فعل محرم فعلم أن موجب التفرق هو ذلك) (٣).

وقال في موضع آخر: (إذ أصل السنة مبناها على الاقتصاد والاعتدال دون البغي والاعتداء) (٤).


(١) سورة يونس الآية ٩٣
(٢) جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري [سورة يونس، آية رقم ٢٩٣].
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية (١/ ١٤).
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية (٤/ ١٧٠).