للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (فأمر سبحانه في " أم الكتاب " التي لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، والتي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، التي لا تجزئ صلاة إلا بها: أن نسأله أن يهدينا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم: كاليهود، ولا الضالين كالنصارى.

وهذا (الصراط المستقيم) هو دين الإسلام المحض، وهو ما في كتاب الله تعالى، وهو " السنة والجماعة " فإن السنة المحضة هي دين الإسلام المحض، فإن النبي صلى الله عليه وسلم روي عنه من وجوه متعددة رواها أهل السنن والمسانيد كالإمام أحمد وأبي داود والترمذي وغيرهم أنه قال: «ستفترق هذه الأمة على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة (١)» وفي رواية: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (٢)».

وهذه الفرقة الناجية (أهل السنة) وهم وسط في النحل، كما أن ملة الإسلام وسط في الملل) (٣).

فأهل السنة والجماعة وسط في جميع أبواب السنة والعقيدة؛ لأنهم متمسكون بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه


(١) سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٩٣)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ١٤٥).
(٢) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٤١).
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية [٣/ ٣٦٩، ٣٧٠].