للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهم معذورون؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (١) مع أن العلماء - رحمهم الله - سهلوا في أمر إبدال الضاد ظاء لا سيما من يعجزه النطق بالضاد. قال في (الإقناع وشرحه): وحكم من أبدل منها - أي الفاتحة - حرفا بحرف لا يبدل كالألثغ الذي يجعل الراء غينا ونحوه حكم من لحن فيها لحنا يحيل المعنى. فلا يصح أن يؤم من لا يبدله لما تقدم. إلا ضاد (المغضوب) و (الضالين) إذا أبدلها بظاء فتصح إمامته بمن لا يبدلها ظاء؛ لأنه لا يصير أميا بهذا الإبدال، وظاهره ولو علم الفرق بينهما لفظا ومعنى، كما تصح إمامته بمثله؛ لأن كلا منهما - أي الضاد والظاء - من طرف اللسان ومن الأسنان، وكذلك مخرج الصوت واحد، قاله الشيخ في شرح العمدة. وإن قدر على إصلاح ذلك أي ما تقدم من إدغام حرف في آخر لا يدغم فيه، أو إبدال حرف بحرف غير ضاد المغضوب والضالين بظاء، أو على إصلاح اللحن المحيل للمعنى لم تصح صلاته ما لم يصلحه؛ لأنه أخرجه عن كونه قرآنا.

والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه.


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٦