للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} (١) وقوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} (٢) ثم ارجع إليه عند تفسير قوله تعالى من سورة مريم: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ} (٣) كذلك نجده قد وقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين من الاغترار بالأحاديث الموضوعة في فضائل السور سورة سورة، فروى في نهاية كل سورة حديثا في فضلها منسوبا إلى أبي بن كعب، كما اغتر بكثير من الأحاديث الموضوعة على ألسنة الشيعة، فشوه بها كتابه دون أن يشير إلى وضعها واختلاقها، ومن هذا ما يدل على أن الثعلبي لم يكن له باع في معرفة صحيح الأخبار من سقيمها.

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير:

والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين، وكان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.

* وقال الكتاني: في الرسالة المستطرفة عند الكلام عن الواحدي المفسر: لم يكن له ولا لشيخه الثعلبي الكبير بضاعة في الحديث، بل في تفسيرهما وخصوصا الثعلبي، أحاديث موضوعة وقصص باطلة (٤).

* * *


(١) سورة الكهف الآية ١٠
(٢) سورة الكهف الآية ٩٤
(٣) سورة مريم الآية ٢٧
(٤) راجع التفسير والمفسرون د. الذهبي (١/ ٢٣٣).