وعليه فإن ترك الأسباب واعتقاد أن الشرع أمر بتركها، وأنها لا نفع فيها كذب على الشرع، ومخالفة لما أمر الله به وأجمع عليه أهل العلم، ومخالفة لمقتضى العقل، ولهذا قال بعض أهل العلم: "الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع (١).
ومن الشرك في الأسباب: أن يجعل ما ليس بسبب سببا، فإن اعتقد أن هذا السبب يستقل بالتأثير بدون مشيئة الله فهو شرك أكبر، كحال عباد الأصنام وعباد القبور الذين يعتقدون أنها تنفع وتضر استقلالا، وإن اعتقد أن الله جعله سببا، مع أن الله لم يجعله
(١) مجموع الفتاوى ٨/ ١٦٩، وينظر آخر مدارج السالكين ٣/ ٥٢١، وشرح الطحاوية: الدعاء ص ٦٧٩