للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه، ونص بعض الفقهاء على مصادرة بعض الأموال، فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي حميد الساعدي قال للرجل الذي استعمله على الصدقات وهو ابن اللتبية «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا (١)» ثم صادر ما كان معه من تلك الهدايا كما جاء ذلك في الصحيحين.

وثبت عن عمر أنه صادر بعض عماله فأخذ شطر أموالهم لما اكتسبوها بجاه العمل واختلط ما يختصون به بذلك فجعل أموالهم بينهم وبين المسلمين شطرين (٢).

ومنها أنه استعمل أبا هريرة على البحرين فاجتمع له اثنا عشر ألفا، فلما قدم على عمر قال له: يا عدو الله وعدو المسلمين أسرقت مال الله؟ فقال أبو هريرة: لست بعدو الله والمسلمين ولكني عدو من عاداهما، ولم أسرق مال الله، ولكن خيلي تناسلت، وعطائي تلاحق وسهامي اجتمعت، قال أبو هريرة: فأخذ مني عمر اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت: اللهم اغفر لعمر (٣).

وإذا صودر المال المعين فإن مآله إما إلى بيت المال، كما فعل


(١) أخرجه البخاري في كتاب (الحيل) باب احتيال العامل يهدى له برقم (٦٤٦٤) ومسلم في كتاب (الإمارة) ٢٧.
(٢) الطرق الحكمية ص٢٢٧.
(٣) الأموال لأبي عبيد ص٣٨١، وفتوح البلدان للبلاذري ص ١١٢.