للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحاديث فضائل الأضحية

جمع ودراسة

لفضيلة الدكتور/ عبد العزيز بن عبد الله الزير آل حمد (١)

[المقدمة]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:

فإنه مما لا شك فيه أن للأضحية شأن عظيم؛ إذ هي من شعائر الله تعالى ومعالمه التي تدل على تقوى العبد وخشيته، قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (٢) قال القرطبي (٣) رحمه الله: (الشعائر جمع شعيرة وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم ... فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك، وقال قوم: المراد هنا تسمين البدن والاهتمام بأمرها والمغالاة بها قاله ابن عباس ومجاهد وجماعة، وفيه إشارة لطيفة وذلك أن أصل شراء البدن ربما يحمل على فعل ما لا بد منه فلا يدل على الإخلاص، فإذا عظمها مع حصول الإجزاء. بما دونه فلا يظهر له عمل إلا تعظيم الشرع، وهو من تقوى القلوب).

والذبح لله تعالى والتقرب إليه بالقرابين من أعظم العبادات، وأجل الطاعات، ويكفي المؤمن في هذا أن الله عز وجل قد قرن الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه العظيم لبيان عظمه وكبير شأنه وعلو منزلته.

فإذا تبين لك عظم هذه الشعيرة، ومنزلتها من الدين، فاعلم أخي الكريم أنه لا يشترط في كل عبادة يتقرب فيها إلى الله تعالى أن يرد في شأنها فضل من آية أو حديث، بل إن الواجب على المؤمن أن يسلم لله تعالى في كل أمر من أوامره ونواهيه، سواء ورد في شأن هذا الأمر فضل أو لم يرد، فإن هذا من كمال العبودية، وتطبيق لأمر الله تعالى في قوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (٤)


(١) عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية
(٢) سورة الحج الآية ٣٢
(٣) انظر: ((الجامع لأحكام القرآن الكريم)) للقرطبي (١٢/ ٥٦)
(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٦