للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم.

فمن ذلك ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج فرأى ركبا فقال: (من الركب؟ قالوا: حاجين، قال: ما أنهزكم غيره؟ -أي ما أخرجكم غيره- ثلاث مرات، قالوا: لا، قال: لو يعلم الركب بمن أناخوا لقرت أعينهم بالفضل بعد المغفرة، والذي نفس عمر بيده ما رفعت ناقة خفها ولا وضعته إلا رفع الله له درجة وحط عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة (١)، وروى أيضا عن كعب أنه قال: (وفد الله ثلاثة: الحاج والعمار والمجاهدون، دعاهم الله فأجابوه، وسألوا الله فأعطاهم) (٢).

وأداء الحج والقيام بالعمرة عمل صالح حري من ختمت حياته به أن يكون علامة على حسن خاتمة صاحبه من الدنيا، فإن العبد يبعث على ما مات عليه، ولهذا كان السلف يحرصون على الإكثار من الحج لعله أن تختم حياتهم به، قال طلحة اليامي: (كنا نتحدث أنه من ختم له بإحدى ثلاث -إما قال: وجبت له الجنة، وإما قال: برئ من النار-: من صام شهر رمضان فإذا انقضى الشهر مات، ومن خرج حاجا فإذا قدم من حجته مات، ومن خرج معتمرا فإذا قدم من


(١) رواه عبد الرزاق في المصنف ٥/ ٤ - ٥، وانظر: مجمع الزوائد ٣/ ٢٧٤ - ٢٧٧
(٢) رواه عبد الرزاق في المصنف ٥/ ٥، وانظر: مجمع الزوائد ٣/ ٢١١.