للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرحيل والسهر والنصب والطواف بالبيت والصلاة عنده والوقوف بعرفة وجمع ورمي الجمار؟) كأنه يقول: الحج (١)، فلهذه العبادات الفاضلة في تلك المشاعر المقدسة كان الحج أفضل الأعمال مع الأجر الجزيل والثواب العظيم لمن قام به.

وذهب آخرون إلى تفضيل الصدقة على الحج.

ومنهم من فصل في المسألة فقال: (إن كان ثم رحم محتاجة أو زمن مجاعة فالصدقة أفضل، وإلا فالحج، وهو نص أحمد، وروي عن الحسن معناه، وأن صلة الرحم والتنفيس عن المكروب أفضل من التطوع بالحج) (٢).

ومن فقه السلف الصالح رحمهم الله عنايتهم بتصحيح النية في أعمالهم، ومن ذلك الحج، وإخلاصهم في أدائه، فلا يقصدون بحجهم رياء ولا سمعة، ولا مباهاة ولا فخرا ولا خيلاء، إنما يقصدون به وجه الله ورضوانه، فكان أحدهم يتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه، استشعارا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه (٣)» رواه مسلم، وروى الإمام أحمد والطبراني


(١) رواه عبد الرزاق في المصنف ٥/ ١٢
(٢) ينظر مصنف عبد الرزاق ٥/ ١٢، ولطائف المعارف ٤٠٨
(٣) رواه مسلم في صحيحه- كتاب الزهد- باب تحريم الرياء ١٨/ ١١٥من حديث أبي هريرة رضي الله عنه