للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقول لكل واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا وكذا، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم، قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته، عليها اسمه) (١).

روي أنه قال له الفضيل بن عياض: (أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتي بالبضائع كيف ذا؟ -أي كان تاجرا- قال: يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون وجهي، وأكرم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، فقال الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا) (٢).


(١) سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٨٥، ٣٨٦ وانظر: تاريخ بغداد ١٠/ ١٥٧، ١٥٨
(٢) سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٨٧، وانظر: تاريخ بغداد ١٠/ ١٦٠