للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعرف الخصومات والمنازعات إلى مجالسهم طريقا، وليس للجدل العقيم والنفرة عن قبول الحق والتنكب عنه إلى اجتماعاتهم سبيلا وهكذا كان السلف من بعدهم، كان الحسن البصري -رحمه الله- إذا سمع قوما يتجادلون يقول: (هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم فتكلموا)، وهم بذلك يقتدون بأفضل الخلق ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه، فقال رجل: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح قال: اذبح ولا حرج، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: ارم ولا حرج، فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: افعل ولا حرج (١)»، كرره البخاري ومواضع، ففي كتاب العلم بوب عليه قائلا: (باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها) (٢)، وقال: (باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار) (٣)، وفي كتاب الحج قال: (باب الفتيا على الدابة عند الجمرة) (٤)، وغير ذلك، وهكذا ينبغي للحاج أن يعلم الناس


(١) صحيح البخاري الحج (١٧٣٦)، صحيح مسلم الحج (١٣٠٦)، سنن الترمذي الحج (٩١٦)، سنن أبو داود المناسك (٢٠١٤)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٥١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢١٧)، موطأ مالك الحج (٩٥٩)، سنن الدارمي المناسك (١٩٠٧).
(٢) صحيح البخاري مع فتح الباري ١/ ١٨٠.
(٣) صحيح البخاري مع فتح الباري ١/ ٢٢٢.
(٤) صحيح البخاري مع الباري ٣/ ٥٦٩.