المثال الثالث: من صور تعليم الصحابة غيرهم ميراث النبوة، وحجة النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان كلام الله عز وجل، إزالة لما يرد من إشكال، وفهما صحيحا للآية، ما رواه البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير قال: «سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: فو الله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كان لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله
(١) رواه البخاري في صحيحه -كتاب الحج- باب وجوب الصفا والمروة وجعل من شعائر الله ٣/ ٤٩٧ برقم ١٦٤٣ واللفظ له، ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الحج- باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به ٩/ ٢٢.