للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تعرضن بذكرهم في ذكرنا ... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد (١)

المسألة الثانية: تبين مما سبق، عناية الصحابة بامتثال السمع والطاعة لولي أمر المسلمين، وحرصهم على تطبيق ذلك، وعدم منازعتهم والافتيات عليهم؛ لأن السمع والطاعة لولي الأمر، أصل من أصول العقيدة، له أهميته البالغة، إذ بالسمع والطاعة لولاة الأمر، تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالافتيات عليهم ومنازعتهم، قولا أو فعلا، فساد الدين والدنيا معا، واهتمام السلف - رحمهم الله - بهذا، تحمله صور كثيرة، وأمثلة متنوعة، وأقوال مسطرة، مما يدل على أنهم كانوا يولونه اهتماما خاصا، نظرا لما يترتب على الجهل به وإغفاله من الفساد العريض في البلاد والعباد، والعدول عن سبيل الهدى والرشاد، قال الحسن البصري في الأمراء: " هم يلون من أمورنا خمسا: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود، والله لا يستقيم الدين إلا بهم " (٢).


(١) ينظر لما سبق: حلية طالب العلم ١٦، ١٧ - ٤٩.
(٢) جامع العلوم والحكم لابن رجب ٢/ ١١٧.