كتاب مجلة البحوث الإسلامية

مع السلف الصالح في الحج - المبحث الثامن تمسكهم بالسنة وتحذيرهم من الخلاف - ج: 69 - ص: 329

قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر - رضي الله عنه - بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات، ركعتان متقبلتان (١)».

لي مع هذا الحديث الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: بوب البخاري على هذا الحديث وغيره بـ " باب الصلاة بمنى "، ولم يذكر حكم المسألة لقوة الخلاف فيها، وخص منى بالذكر؛ لأنها المحل الذي وقع فيه الخلاف قديما، ومع ذلك فقد دلت السنة على أن الحاج يقصر الصلاة الرباعية بمنى ركعتين دون جمع، بل يصلي كل صلاة في وقتها.

الوقفة الثانية: اختلف أهل العلم في سبب إتمام عثمان صلاته بمنى، فقيل لكونه تأهل - أي تزوج - بمكة، فكان له بها أهل، واستدلوا بالحديث الذي رواه أحمد والبيهقي من حديث عثمان، «أنه لما صلى بمنى أربع ركعات، أنكر الناس عليه، فقال: إني تأهلت بمكة لما قدمت، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من تأهل ببلدة، فإنه يصلى صلاة مقيم (٢)»، لكن هذا الحديث لا يصح، وفي رواته

---

(١) رواه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب الصلاة بمنى - ٣ ٩ برقم ١٦٥٧، ورواه مسلم في صحيحه - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - ٥/ ٢٠٤.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ١/ ٦٢، وفي سنده عكرمة الأزدي وهو ضعيف، ينظر فيمن حكم عليه بالضعف: مجمع الزوائد ٢/ ١٥٦، نصب الراية ٣/ ٢٧١ وقال: " رواه البيهقي في المعرفة في باب صلاة المسافر، ولم يصل سنده به، ثم قال: هذا حديث منقطع، وعكرمة الأزدي ضعيف ".