للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" تمتعت، فنهاني ناس، فسألت ابن عباس - رضي الله عنه - فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة، فأخبرت ابن عباس، فقال: سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهما من مالي "، قال شعبة - الراوي عن أبي جمرة - فقلت: لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت (١).

كان سؤال أبي جمرة لابن عباس زمن ولاية عبد الله بن الزبير، وكان ينهى عن المتعة كما رواه مسلم من حديث جابر (٢)، فسأل ابن عباس، فأمره أن يستمر في عمرته ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج، وهذا أحد أنساك الحج الثلاثة، قال الحافظ ابن حجر: " ويؤخذ منه إكرام من أخبر المرء بما يسره، وفرح العالم. بموافقته الحق، والاستئناس بالرؤيا الموافقة الدليل الشرعي، وعرض الرؤيا على العالم، والتكبير عند المسرة، والعمل بالأدلة الظاهرة، والتنبيه على اختلاف أهل العلم ليعمل بالراجح منه الموافق للدليل" (٣)، ففي هذه القصة من إرشاد ابن عباس السائل إلى الأخذ بسنة النبي - صلى الله


(١) رواه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب التمتع والقران والإفراد بالحج ٣/ ٤٢٢ برقم ١٥٦٧.
(٢) رواه مسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب جواز التمتع في الحج والقران ٨/ ٢٣٣.
(٣) فتح الباري ٣/ ٤٣١.