للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما يدل على تمسكهما بالسنة واتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وحسن الأدب وكريم التعامل مع المخالف، ما رواه مسلم عن وبرة بن عبد الرحمن السلمي قال: «كنت جالسا عند ابن عمر، فجاء رجل فقال: أيصلح لي أن أطوف بالبيت قبل أن آتي الموقف؟ فقال: نعم، فقال: فإن ابن عباس يقول: لا تطف بالبيت حتى تأتي الموقف، فقال ابن عمر: فقد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطاف بالبيت قبل أن يأتي الموقف، فبقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحق أن تأخذ، أو بقول ابن عباس إن كنت صادقا (١)».

وفي رواية قال: (سأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما، أطوف بالبيت وقد أحرمت بالحج؟ فقال: وما يمنعك؟ قال: إني رأيت ابن فلان يكرهه، وأنت أحب إلينا منه، رأيناه قد فتنته الدنيا، فقال: وأينا وأيكم لم تفتنه الدنيا، ثم قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، فسنة الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحق أن تتبع من سنة فلان إن كنت صادقا) (٢) قال النووي: (هذا الذي قاله ابن عمر هو إثبات


(١) صحيح مسلم الحج (١٢٣٣)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٩٢٩).
(٢) صحيح مسلم -كتاب الحج- باب استحباب طواف القدوم للحاج والسعي بعده ٨/ ٢١٧ - ٢١٨.