للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسنته والعمل بها، روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: «(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (١)» وفي المسند وغيره عن العرباض بن سارية قال: «وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا، قال: قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين (٢)» الحديث.

أما أقوال الصحابة والتابعين في الحث على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكثيرة منها: ما رواه الدارمي عن الزهري قال (كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة) (٣)، وروى المروزي عن هشام بن عروة عن أبيه قال: (السنن السنن،


(١) رواه مسلم في صحيحه -كتاب الجمعة- باب خطبته صلى الله عليه وسلم في الجمعة ٦/ ١٥٣ - ١٥٤.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ١٢٦، وصححه شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٥٧٩.
(٣) رواه الدارمي في سننه -باب اتباع السنة ١/ ٤٥.