للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه (١)»، بمعنى أن الله يوفقه لاستعمال جوارحه في حدود الشرع والمباح، ويكفه عن الحرام، وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض (٢)» هذا لفظ البخاري.

ومن فوائد العمل بالسنة: أن في العمل بها عصمة من الوقوع في البدع، قال بعض السلف: (لم يضيع أحد فريضة من الفرائض، إلا ابتلاه الله بتضييع السنن ولم يبتل بتضييع السنن أحد إلا يوشك أن يبتلى بالبدع) (٣).، فالبدع إنما تفشو إذا انطفأ نور السنة، وقل العاملون بها والداعون إليها، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (ما يأتي على الناس من عام، إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة،


(١) رواه البخاري في صحيحه -كتاب الرقاق- باب التواضع ١١/ ٣٤٠ برقم ٦٥٠٢.
(٢) رواه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة ٦/ ٣٠٣ برقم ٣٢٠٩، ورواه مسلم في صحيحه -كتاب البر والصلة والآداب- باب محبة الله للعبد ١٦/ ١٨٣ - ١٨٤،
(٣) ضرورة الاهتمام بالسنن النبوية ص ٥٢