للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن زعم أن هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل، من الجهاد، فذلك جاهل ضال، فليست من الجهاد في سبيل الله في شيء.

ومما سبق فإنه قد ظهر وعلم أن ما قام به أولئك، ومن وراءهم، إنما هو من الإفساد والتخريب، والضلال المبين، وعليهم تقوى الله عز وجل، والرجوع إليه، والتوبة، والتبصر في الأمور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد، وليست في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين، وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الأعمال، ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله، ومرد الحكم بذلك إلى القضاء.

ثانيا: وإذ تبين ما سبق فإن مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة- أعزها الله بالإسلام- من تتبع لتلك الفئة، والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم، ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير؛ لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (١).

ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء أو إيوائهم، فإن هذا من كبائر الذنوب، وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من آوى محدثا (٢)» متفق عليه، وقد فسر العلماء (المحدث) في هذا


(١) سورة المائدة الآية ٢
(٢) صحيح البخاري الحج (١٨٧٠)، صحيح مسلم الحج (١٣٧٠)، سنن الترمذي الولاء والهبة (٢١٢٧)، سنن النسائي القسامة (٤٧٣٤)، سنن أبو داود المناسك (٢٠٣٤)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١١٩).